العرب وسلاح المصالح

العرب وسلاح المصالح



مما لا شك فيه أن العلاقات الدولية اليوم مبنية أساسا على المصالح ولا شك أن المصالح الاقتصادية تلعب في عالمنا اليوم الدور الأكبر في العلاقات بين الدول، ومن ثم فإن الدول التي تحسن استخدام هذا السلاح تحقق أقصى مكاسب ممكنة.
وإذا نظرنا إلى أمتنا العربية لوجدناها تمتلك من المصالح الكبرى ما لو تم توظيفه التوظيف السليم المخطط له لحققت معظم ما تصبو إليه والأمثلة على ذلك كثيرة.
فهناك الموقع الجغرافي الذي يجعل من هذه المنطقة من العالم معبرا مهما ولو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا أن هذا الموقع الجغرافي المتميز للوطن العربي قد جعله مطمعا للمحتلين من الدول الكبرى والامبراطوريات على مر الزمان لينعموا بخيراته ويتحكموا في كثير من المنافذ المؤدية إلى بقية أنحاء الكرة الأرضية. وهناك السواحل الكبيرة والممتدة لمسافات عظيمة تجعله مكانا خصبا للثروة السمكية ومحط أنظار أساطيل الصيد في العالم.
ولو نظرت إلى الثروات التي ينعم بها عالمنا العربي لوجدت أن الله حبانا الكثير الكثير من الثروات من بترول وغاز ومعادن وغيرها ويكفي للتدليل على ذلك ما شاع على ألسنة بعض الغربيين حين قالوا: إذا أردت التنقيب عن البترول فاذهب إلى صحراء يسكنها عرب، حيث إن العالم العربي يمتلك أكبر الاحتياطيات النفطية ونسباً لا يستهان بها من المعادن الأخرى.
وليس مقصودنا في هذه العجالة الحديث عن الثروات التي يمتلكها عالمنا العربي إنما المقصود أساساً التذكير بأهمية هذه الثروات واستخدامها كأسلحة لتحقيق مصالحنا والضغط على الآخرين لاستخلاص حقوقنا.
ولا شك أن هذا السلاح يستخدمه الناس جميعا أما نحن العرب فإننا لا نحسن استخدامه على المستوى الجماعي لتحقيق مصالح الأمة، في حين نرى بعض الدول تستخدمه لتحقيق مصالح محدودة في قضايا هامشية إذا ما قورنت بمصالح الأمة الكبرى.
وإذا كنا نردد دائما أن مساندة بعض الدول الكبرى وانحيازها الواضح للاحتلال الإسرائيلي مدفوع بالأصل بمصالح انتخابية والخضوع للوبي الضغط الصهيوني في هذه الدول فإن بإمكان العرب استعمال نفس السلاح لتعديل مواقف هذه الدول لتتخلى عن انحيازها وتتحلى بنوع من النزاهة والحياد والرسالة التي يجب توجيهها بوضوح في هذا الشأن هي أن تحقيق مصالحكم مرهون باستعادتنا لحقوقنا، وإذا لم يقم العرب باستخدام هذا السلاح فلن يعود لهم حق ولن يستفيدوا أكثر من بيانات الترضية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وإننا نذكر أخيرا بأن الأقصى في خطر داهم ومن أعظم المخاطر التي تتهدده هذه الرسائل السلبية بل التحريضية عليه من قبل بعض بني جلدتنا حين يضعون أياديهم في أيادي من يهددون الأقصى ويهودون القدس...
اللهم هل بلَّغنا؟!!
__________________

مشكووووور ويعطيك العافيه
مبدع انت

مشكووووووووور أخووووي ...
ننتظر بووح قلمكـ

مشكور ويعطيك العافيه
تقبل مرووووري